القيم الوطنية والانسانية من منظور التربية الاسلامية
القيم :
هي المبادئ والأسس التي يرتكز عليها الفرد في توجيه سلوكه وتصرفاته على نحو محدد ومضبوط.
القيم الإسلامية:
مجموع الأحكام المستمدة من القرآن والسنة هدفها بناء شخصية الإنسان المسلم على أسس راقية وفاضلة، مصداقا لقوله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم}.
فالإسلام يدعو إلى العدل والصدق والتعاون والإخلاص...كلها صفات حميدة، التمسك بها يكسب المرء شخصية متزنة وقوية، تكسبه حياة سعيدة وتنجيه عذاب الآخرة.
أهمية القيم على المستوى الفردي :
- أنها تهيئ للأفراد اختيارات معينة تحدد السلوك الصادر عنهم ، فهي تلعب دوراً هاماً في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها في إطار معياري صحيح .
- أنها تعطي الفرد إمكانية أداء ما هو مطلوب منه ليكون قادراً على التكيف والتوافق بصورة إيجابية .
- تحقق للفرد الإحساس بالأمان فهو يستعين بها على مواجهة ضعف نفسه والتحديات التي تواجهه في حياته .
- تعطي للفرد فرصة للتعبير عن نفسه وتأكيد ذاته .
- تدفع الفرد لتحسين إدراكه ومعتقداته لتتضح الرؤيا أمامه وبالتالي تساعده على فهم العالم من حوله وتوسع إطاره المرجعي في فهم حياته وعلاقاته .
- تعمل على إصلاح الفرد نفسياً وخلقياً وتوجهه نحو الإحسان والخير والواجب .
- تعمل على ضبط الفرد لشهواته كي لا تتغلب على عقله ووجدانه .
أهمية القيم على المستوى الاجتماعي :
- تحافظ على تماسك المجتمع , فتحدد له أهداف حياته ومثله العليا ومبادئه الثابتة .
- تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه بتحديدها الاختيارات الصحيحة وذلك يسهل على الناس حياتهم ويحفظ للمجتمع استقراره وكيانه في إطار موحد.
- تربط أجزاء ثقافة المجتمع ببعضها حتى تبدو متناسقة كما أنها تعمل على إعطاء النظم الاجتماعية أساساً عقلياً يصبح عقيدة في ذهن أعضاء المجتمع المنتمين إلى هذه الثقافة .
- تقي المجتمع من الأنانية المفرطة والنزعات والشهوات الطائشة ، فالقيم والمبادئ في أي جماعة هي الهدف الذي يسعى جميع أعضائها للوصول إليه .
- تزود المجتمع بالصيغة التي يتعامل بها مع العالم وتحدد له أهداف ومبررات وجوده وبالتالي يسلك في ضوئها وتحدد للأفراد سلوكياتهم .[ ماجد الزيود ، ص (27-28 ) ، 2006م ]
ويؤكد محمود عطا على العناية بمحور ثالث يبرز أهمية القيم وهو المحور القومي .
إذ لكل مجتمع " نظامان يحمي بهما سياجه القومي : نظام عسكري يحميه من الغزو المسلح من الخارج ، ونظام قيمي يحميه من الغزو الفكري ، وقد وصف علماء الاجتماع الأمن القومي بأنه ( قدرة الدولة على حماية قيمها الداخلية من التهديد ) ، وقد زادت دواعي الاهتمام بالقيم إلحاحاً ، ذلك أن المجتمع العربي والإسلامي يواجه أخطار تذويب ثقافي وحضاري وغزواً فكرياً بأشكال متعددة آخرها ( العولمة ) ، فهي تهدف ضمن ما تهدف إليه محاولة تنميط أفكار البشر وسلوكياتهم وقيمهم الفردية والجماعية وفقاً للنمط الغربي "
وإزاء تلك المتغيرات يرى يزيد السورطي ضرورة التبني لفلسفة تربوية إسلامية محددة وشاملة تبنى على أساس الإسلام ونظرته للإنسان والكون والحياة ، وتتحرر من التبعية للتربية الغربية ، ويشترك في إعدادها الأطراف المؤثرة والمتأثرة بها ، وتركز على الدنيا والآخرة ، والنظرية والتطبيق ، والتعليم الديني والدنيوي ، والعلم والعمل ، وتعمل على تنمية الفرد والمجتمع ، وتشجع الانفتاح على العلوم والخبرات ، وتمتاز بالمرونة والشمول والتجديد والوضوح
القيم الوطنيّة
هي مجموعة من المبادئ والضوابط التي تُحدّد سلوك المواطن في المجتمع الذي ينتمي إليه، وتتمثّل في محبة الوطن، والإخلاص له، والجهاد في سبيله، والسعي نحو الإصلاح، وكفّ أيدي المفسدين، والالتزام بالقواعد والقوانين، والقيام بالواجبات على أكمل وجه.
أثر القيم الوطنية على الفرد
تحدّد القيم الوطنية كيفية تعامل المواطن مع وطنه ليمثّل المعنى الحقيقي للمواطنة الصالحة. تدفع المواطن للتضحية في سبيل الوطن والانتماء والولاء له . تقود المواطن للقيام بواجباته على أكمل وجه والإخلاص فيها . تدفع المواطن للالتزام بالقواعد والقوانين واحترام كرامة الوطن وصونها، ومعرفة ما له وما عليه من واجبات.
القيم الإنسانية
هي مجموعة من المبادئ الفطريّة التي تحدّد تعامل الفرد مع غيره وذلك بالخلق الحميد في التصرّف، والأسلوب اللبق في التعامل، والمحبّة الأخوية في ظلّ الفُروقات والاختلافات في الرأي، والدين، والمذهب، والعرق، والجنس، واللون دون تمييز.
أثر القيم الإنسانية على الفرد
تُضفي الصفاء والنقاء على الوجود الإنساني في هذا العالم الذي شابَه الكثير من الشرور، والمفاسد، والمظالم، والصراعات، التي تملأ القلوب بالضغائن، والأحقاد. تدفع الفرد لنشر المحبّة والتّسامح الحقيقية في أرجاء الأرض. تَقود الفَرد للمُبادرة في العمل التطوّعي ومساعدة الآخرين. تساعد الفرد على مواجهة التطوّرات الحياتية وتحديد المَسلك الصحيح. القيم الوطنية والإنسانية ذات ترابط عميق فيما بينها؛ فمحبّة الوطن والإخلاص له وبذل النفس فداءً لترابه يعمّق أواصر العلاقة الإنسانية النابعة من الخلق الحسن، والتعامل الطيب الذي ينتج مفهوم المواطن الصالح الذي يجمع بين القيم الوطنية في العطاء والقيم الإنسانية في المحبة والوفاء .
أشكال تتمثل فيها القيم الوطنية والإنسانية
الإخلاص في العمل وذلك بالتمسّك بأخلاقيّات المهنة . انتخاب المرشح المناسب. إماطة الأذى عن الطريق. مساعدة المحتاج. المحافظة على المرافق العامة، وغيرها الكثير التي تُعبّر عن إنسانيّة حقيقية ووطنية عميقة. القِيَم معيار مهم نستطيع من خلاله تحديد ما هو صحيح وغير صحيح، المرغوب وغير المرغوب، وهو الذي يتحكّم بطريقة تعاملنا وتفاعلنا مع الغير، ويحدد ردود افعالنا اللاإرادية، وتختلف من شخص لآخر ومن بيئة لأُخرى فهي منهج يُكتسب من الوالدين والأهل والأصدقاء والبيئة المحيطة.
وأخيرا
فأن مظاهر التكيف في القيم الإسلامية ؛ قابليتها للتداول بكل أنواع الخطاب من الوعظ والإرشاد إلى الخطابة ، فالكتابة والنشر ، إلى الوسائل السمعية البصرية إلى التقنيات الحديثة للتواصل من إعلاميات وإنترنت وغيرها ، ومعلوم أن كل خطاب يحمل قيمة من القيم .
والقيم لإسلامية أولى أن تحملها وسائل التواصل هذه ؛إذ ينبغي أن تحمل إلى كل أهل عصر بما ساد عندهم من وسائل ، حتى تكون قادرة على التأثير في سلوكياتهم والتعديل من اتجاهاتهم وتشكيل تصوراتهم .
ومن مظاهر التكيف أيضاً قدرة هذه القيم على الاستجابة لحالة متلقيها العمرية والنفسية والوجدانية والعقلية ، فلكل أسلوبه وطريقه ومنهجه ، فالمربون الناقلون للقيم الإسلامية لهم قدرات وطاقات ، والمتعلمون لهم قدرات وطاقات أيضاً ؛ ولهذا لم يكن للنظرية التربوية الإسلامية الحاملة للقيم خطاب واحد ، وإنما يتنوع خطابها بفعل مرونته ويتكيف مع مختلف الحالات ، فما أنتجه العلماء في أدب العالم والمتعلم يختلف من سياسة الصبيان إلى سياسة الغلمان ، فسياسة من قوي عوده وعزم على طول الرحلة والطلب والتفرغ للعلم تختلف عن غيرهم وهكذا.
تعليقات
إرسال تعليق